"ستطوي حكم العسكر".. ناشطون يعدون السيسي بجولة جديدة من ثورة يناير

12

طباعة

مشاركة

بعدما جثم على صدور المصريين 30 عاما عانوا فيها من تسلطه عليهم.. أطاحت ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لكن الجنرال عبد الفتاح السيسي، سرق الثورة وقوض مكتسباتها وانقلب على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي ليكمل مسيرة حكم العسكر.

وفي وسوم عدة تحيي الذكرى العاشرة لثورة يناير، أبرزها #ثورة_25يناير، #الذكرى_العاشرة، #ثورة_شعب، وغيرها، ذكّر الناشطون، السيسي، بقدرات المصريين على إسقاط الديكتاتوريات وصناعة حرياتهم والتخلص من حكومات العسكر كما فعلوا في يناير/كانون الثاني 2011.

وأشاروا إلى أن أسباب قيام ثورتهم الأولى 2011 مازالت موجودة ومتفاقمة في عهد السيسي، مبشرين بأن تكرارها سيحدث قريباً مهما حاول السيسي وعصابته منعها بأساليبهم الإجرامية، وسيسقط الفاشية العسكرية التي تدير مصر كـ"عزبة" وتستنزف خيراتها وماليتها وتثقلها بالديون.

وتحدث ناشطون عن ما وصلت له مصر في عهد الانقلاب العسكري من تكريس الاستبداد والخوف والقمع ووأد للحقوق والحريات، منددين بالتآمر الإقليمي والدولي على ثورة يناير، ومساندة دول الخليج للانقلاب العسكري وتمويله ماديا.

واسترجع ناشطون أحداث الثورة وأعلنوا بقاءهم على العهد والاستمرار في المحاولة لتحقيق أهدافها المتمثلة في "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية"، رافضين وضع ثورتهم ومطالبهم في قالب الشعارات.

تقويض الثورة

وتحدث ناشطون عن الدور الإقليمي في تقويض مكتسبات ثورة يناير، والتآمر عليها ومساندة الانقلاب عليها، والصمت والمباركة العالمية، مشيرين إلى استعانة السيسي بآلة إعلامية رهيبة ممولة من الخارج تزعم محاربته للإرهاب، بالإضافة إلى دعم معنوي ومالي من دول الخليج التي سعت لوقف رياح الديمقراطية التي بدأت تعصف بالأنظمة الديكتاتورية خشية وصولها إليها.

وكانت دول خليجية قد سارعت بدعم الانقلاب العسكري على مرسي، وكانوا من أوائل الدول التي قدمت التهنئة للرئيس المؤقت عدلي منصور، وسارعوا بتقديم حزمة مساعدات مليارية لمصر.

وقالت حينها صحيفة  "فايننشال تايمز": إن "التزام السعودية والإمارات بتقديم تلك المساعدات يؤكد أيضا تأثير ما يجري في القاهرة على النظام السياسي الأوسع للشرق الأوسط وعلى سعادة الدولتين الغنيتين بالنفط بالإطاحة بالرئيس الإسلامي مرسي الذي كان مفضلا لجارتهما قطر".

وأشار رئيس مركز حريات للدراسات السياسية، طارق الزمر، إلى أن "الجميع اكتشف بعد 10 سنوات على ثورة يناير، زيف شعارات مكافحة الإرهاب التي لم تكن إلا ذريعة لمصادرة الحريات وتأميم السلطة وخاصة بعد أن تبين أن النظم المستبدة هي أهم صانعيه وبعد أن طالت الاتهامات بالإرهاب كل معارضيه السياسيين".

ولفت الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إلى أن "اليوم يصادف ذكرى انطلاق الثورة المصرية، تلك الثورة التي زلزلت عرش طغاة الخليج قبل أن تزلزل عرش طغاة مصر، أرعبهم ذلك اليوم كثيرا وسيبقى يرعبهم، بالمقابل سيبقى هذا اليوم نبراسا يضيء طريقنا نحو الحرية". وأكد مغرد آخر يدعى عاصي أن "ثورة يناير تم سرقتها وتدميرها بمساعدة دول الخليج ونهب ثروات الشعب المصرى وقتل المتظاهرين"، قائلا إن "التضحيات لن تضيع سدى وسيأتي اليوم الذي يسترد الشعب عافيته وثورته مهما تكالب عليه المتآمرون ومهما نجحت الثورة المضادة، وسيتم محاسبة كل من ارتكب تجاوزات فى حق الشعب ومستقبله".

تمسك بالثورة

وحيا ناشطون ثوار يناير ومعتقليها وتعهدوا باستمرار الثورة إخلاصا لهم، مجمعين على أن محاولات النظام العسكري لطمس هوية ثورة يناير لن تنجح وستظل مصدر إلهام للأبد، ونددوا باستمرار اعتقال المشاركين في الثورة والمنددين بالانقلاب العسكري والرافضين لحكم العسكر.

ورأت الإعلامية سارة رأفت، أنه "رغم الانتكاسات التي مرت بها الثورة، ستظل ذكراها تلهمنا وتذكرنا بأن قوتنا في وحدتنا"، مترحمة على شهدائها وداعية بفك أسر المعتقلين والفرج لمصر.

وأشار المغرد محمد قاسم إلى مرور 10 سنوات كاملة على الثورة، متعهدا بالبقاء على العهد والاستمرار في المحاولة وفاء لدماء الشهداء والمعتقلين الذين قدموا أرواحهم وأعمارهم في هذا الطريق. وأكد السياسي عمرو عبد الهادي، أن "ثورة 25 يناير ليست شعارات، بل إنها إخلاص وإيمان لها وبها، وستنجح بمن حافظ على مبادئها والمعتقلين وأهالي الشهداء"، قائلا: إن "الفكرة لا تموت". ولفت الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، إلى أن قرارات العفو الرئاسي بمناسبة ثورة يناير وعيد الشرطة، "شملت الضباط الذين قاموا بالقتل تعذيباً!، والكمساري المتسبب في قتل شهيد التذكرة، لكنها لم تشمل  30 ألف محبوس احتياطي غالبيتهم معتقلين سياسيين!، ولم تستثن المعتقلين السياسيين ذوي الأحكام".

ثورة جديدة

وأعرب ناشطون عن تفاؤلهم بجولة جديدة من الثورة تسقط حكم العسكر.

وبشرت الناشطة اليمنية توكل كرمان، بجولة قادمة من الثورة، تطوي حكم العسكر، وتعبر بمصر إلى مصاف الدول الحرة والقوية والمستقلة والمستقرة، قائلة: "ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر".

وأوضح الإعلامي أحمد منصور، أن "الثورة موجات متتابعة وليست موجة واحدة"، قائلا إن "الثورة المصرية انطلقت في 25 يناير 2011 لكن موجتها الأخيرة لم تأت بعد".

وأضاف أنها "ستكون موجة جارفة تزيل كل القاذورات والشوائب والعوائق التي عرقلت مسيرة مصر وعظمتها وسوف تعيدها وشعبها على رأس الأمم المتحضرة وليس كشبه دولة كما حالها الآن".

وبشر أيضا الكاتب عبد الباري عطوان، بأن "مصر القيادة والأصالة ستعود حتما"، قائلا: إن "25 يناير كان وسيظل يوما تاريخيا ليس بالنسبة إلى مصر وإنما للأمة العربية بأسرها لأنه جسد ثورة شعب عظيم ضد الفساد والظلم وتقزيم دولة كبرى وحرفها عن دورها الريادي إنه يوم انطلاق بركان الغضب وانتفاضة الفقراء والشرفاء".

رثاء الشهداء

وترحم ناشطون على الشهداء ورأوهم "الناجون الأبرز" مما حصل عقب الثورة من أحداث وانقلاب وسرقة لثورتهم.

وكانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان قد أصدرت كتاب "ضوء على درب الحقيقة" رصدت خلاله أسماء 841 مواطنا ارتقوا خلال ثورة يناير، وأسماء 190 متهما بالقتل، الأمر الذي نفته البيانات الرسمية، حيث أعلن وزير الصحة آنذاك أحمد سامح فريد أن عدد شهداء الثورة بلغ 365.