بعد صفقة "رافال" الفرنسية.. الإمارات تقدم مقاتلاتها القديمة للمغرب ومصر
سلطت صحيفة إسبانية الضوء على نقل أسطول الإمارات المكون من 68 مقاتلة من طراز "ميراج 2000-9" إلى المغرب ومصر، بعد شراء 80 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" من فرنسا.
وقالت صحيفة "الإسبانيول" إن "هناك تحالفات قد آتت ثمارها، وعلى وجه الخصوص، يستفيد المغرب من الدعم المقدم إلى الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال اتفاقات التطبيع الأخيرة، التي تستجيب للحاجة إلى تشكيل جبهة مشتركة ضد إيران، وهي قوة نووية ينظر إليها على أنها تهديد من قبل العديد من الممالك الخليجية".
ومنذ ذلك الحين، سار المغرب والبحرين والإمارات وإسرائيل في طريق توطيد التحالفات والتعاون العسكري.
واعتبرت الصحيفة أن "الرباط تجني الكثير في الوقت الراهن من هذه التحالفات".
نسخة خاصة
وبعد توقيع اتفاقيات عسكرية مع الولايات المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2020، ومع إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، يستفيد المغرب من الأسلحة التي تسحبها الإمارات من جيشها.
وذكرت الصحيفة أن الإمارات وقعت في 3 ديسمبر/كانون الأول 2021 اتفاقية مع فرنسا لشراء أسلحة بقيمة 19 ألف مليون دولار، من أجل احتكار 80 طائرة مقاتلة "رافال" و12 مروحية عسكرية من طراز "كاراكال" من إنتاج شركة "إيرباص".
وعموما، تعد هذه الصفقة أكبر عملية بيع دولية للطائرات في تاريخ فرنسا، وفق "الإسبانيول".
ونتيجة لذلك، نقلت الإمارات أسطولها المكون من 68 مقاتلة من طراز "ميراج 2000-9" إلى المغرب ومصر.
وتحديدا، أعلن موقع "الدفاع العربي" المتخصص في الشؤون العسكرية في المنطقة، أن "الإمارات ستسلم سلسلة من مقاتلات ميراج 2000 داش 9 إلى المغرب، في إطار الصداقة والتعاون العسكري بين البلدين الشقيقين".
وأشارت الصحيفة إلى أن "مقاتلات ميراج 2000 داش 9 تعد أقوى نسخة من طائرات ميراج تصنعها فرنسا، علاوة على ذلك، فهي نسخة خاصة صممت فقط للإمارات، وفي الوقت الراهن لا تزال قوية جدا ولديها تكنولوجيا عسكرية متقدمة للغاية".
وبينت أن هذه الطائرات المقاتلة متعددة الأغراض هي أحدث نسخة من طراز "ميراج 2000".
وتزود هذه المقاتلة برادار متعدد الوسائط، وكاميرا رقمية لتتبع التضاريس، ونظام للإجراءات المضادة مع نظام راديو آمن مع تشفير متقدم، وشاشات عرض "أل سي دي"، ونظام تسجيل رقمي مجهز بأربع شاشات عرض متزامنة، ونظارات للرؤية الليلية "أن في جي"، ونظام ملاحة بالقصور الذاتي بالليزر.
ونقلت الصحيفة أن هذه النسخة من ميراج تسمح، بالإضافة إلى ذلك، بالاستخدام المتزامن لصواريخ "ميكا آي أر" المضادة للطائرات، والتي تكشف عن إشارات العدو عن طريق الأشعة تحت الحمراء.
وكذلك، نظام "ميكا إي أم" الذي يستخدم نظام توجيه بالقصور الذاتي لتجهيز رادار صغير على الصاروخ؛ ووضع "بي في أر" (ما وراء المدى المرئي)، القادر على الهجوم على مسافات تصل إلى 20 ميلا بحريا، أي حوالي 37 كيلومترا.
وأفادت "الإسبانيول" بأن هذه المقاتلات مجهزة بنظام أساسي من الجيل الثاني، وعموما، يمكن القول إنها مزودة بنظام حرب إلكتروني تكتيكي كامل، من خلال اعتماد تقنية قياس التداخل.
خلفية سياسية
وبينت الصحيفة أن التعاون العسكري بين البلدين يستجيب لاتفاق أبرم عام 2006، يفرض اجتماعات عسكرية مختلطة تعقد بالتناوب في الرباط وأبوظبي.
وفي الربع الأول من العام 2021، التقى وفد عسكري إماراتي برئاسة رئيس أركان القوات المسلحة مع رئيسي القوات المسلحة المغربية والقوات الجوية الملكية في الرباط.
من جهته، شارك وفد رفيع المستوى من هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية وإدارة الدفاع المغربية في معرضي الدفاع لعام 2021 في الإمارات، "آيدكس" و"نافدكس"، حيث أزيح الستار عن آخر اكتشافات الصناعة العسكرية، وكذلك أحدث التقنيات والابتكارات في هذا القطاع.
كما كانت هذه المناسبة فرصة للدول المشاركة لإبرام العقود مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في الدفاع.
ونوهت الصحيفة بأن وراء هذا النقل للأسلحة "تختفي خلفية سياسية ترتكز على الدعم المتبادل".
وفي جميع الأحوال، يجب ألا يغيب عن الأذهان أن الإمارات تميل نحو المغرب فيما يتعلق بصراعها مع جبهة "البوليساريو" حول إقليم الصحراء الغربية.
ونقلت الصحيفة أنه في عام 2020 كانت الإمارات أول دولة عربية تفتح قنصلية لها في مدينة العيون، عاصمة إقليم الصحراء.
من جهته، شكر العاهل المغربي محمد السادس، هذا الإجراء الذي اعتبره سياسيا وليس دبلوماسيا فقط، نظرا لعدم وجود أي مواطن إماراتي تقريبا في المنطقة، لكن، كانت هذه الخطوة شرطا دائما من أجل أن يعيد المغرب علاقاته مع إسرائيل، مثلما فعل في ديسمبر/كانون الأول 2020.
مصالح اقتصادية
من جانبه، جدد المغرب في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في نيويورك دعمه "الثابت والمستمر" للسيادة "الكاملة" للإمارات وسلامتها الإقليمية.
وفي هذا الإطار، قال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال: "أود أن أكرر دعم المملكة المغربية الثابت والمستمر لسيادة الإمارات الكاملة على الجزر الإماراتية المحتلة طنب الصغيرة والكبيرة وأبو موسى، وكذلك الحق المشروع لهذا البلد الشقيق لاستعادة سلامته الإقليمية".
بالإضافة إلى ذلك، هناك جانب من المصلحة الاقتصادية.
في الواقع، يضم السوق المغربي حاليا 30 شركة إماراتية، ويهدف إلى مضاعفة حجم الاستثمارات في السنوات المقبلة.
ومن هذا المنطلق أصبحت الإمارات أول دولة عربية تستثمر في المغرب، وتحتل المرتبة الثالثة من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن المغرب لم يتوقف عن دعم أسطوله العسكري، وعلى وجه الخصوص يخطط البلد المغاربي لزيادة إنفاقه العسكري بنسبة ستة بالمئة لعام 2022.
وتابعت: "هنا، يمكن الحديث عن زيادة لا تقل عن 50 مليون درهم، أي ما يعادل 4838 مليون يورو، وتمثل هذه النسبة حوالي أربعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي المغربي".
ونوهت الإسبانيول بأن "الهدف الأكبر للمملكة المغربية يتمثل في ترسيخ نفسها في مكانة القوة الإقليمية الأعظم في القارة الإفريقية، وبالتالي إزاحة دول أوروبية أخرى ذات مصالح قارية، مثل إسبانيا أو فرنسا أو إيطاليا".