الهجوم على الخرطوم.. غضب من الدعم السريع وتنديد بدور الإمارات التخريبي
"الإمارات اشترت الدعم السريع لتنفيذ مخطط السيطرة على السودان"
ندد ناشطون على منصة "إكس" بتجدد الاشتباكات العنيفة حول مقر "سلاح الإشارة"، شمالي العاصمة السودانية الخرطوم "بحري"، بين الجيش ومليشيا "الدعم السريع"، التي تحاول بشكل محموم السيطرة على المكان، مشيدين بقدرة الجيش على التصدي لهجومات سابقة للقوات.
مليشيا الدعم السريع نفذت لليوم الثالث على التوالي هجوما على "سلاح الإشارة" في محاولة للسيطرة على المقر، والذي يعني التحكم به القدرة على عزل القيادة العامة للجيش، وهما الموقعان اللذان يسيطر عليهما الجيش في العاصمة بقوة.
وأفادت وسائل إعلام سودانية، بأن المليشيا حشدت قواتها وعاودت الهجوم على المقر من ثلاثة محاور بالتركيز على الجهة الشمالية، بعدما تمكن الجيش خلال اليومين الماضيين، من صد هجومها على الموقع الرابط شمال مدينة بحري بالخرطوم عبر جسري القوات المسلحة وكوبر.
وبالتزامن مع بدء المليشيا هجومها على سلاح الإشارة، جدد مساعد القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن ياسر العطا، هجومه على الإمارات ورئيسها محمد بن زايد، واتهمه بدعم المرتزقة في السودان للسيطرة على أراض وموانئ البلاد خدمة لـ"الصهيونية العالمية".
وقال أثناء زيارة ميدانية لولاية سنار إن "هناك شخصا يدعى محمد بن زايد في أبو ظبي يطمع للسيطرة على الأراضي الزراعية في السودان وعلى الموانئ البحرية في الساحل السوداني وعلى الموارد المعدنية من ذهب وألماس ويورانيوم وحديد ونحاس".
ويأتي ذلك بينما يؤكد مسؤولون أمميون أن "الوضع في السودان من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة"، وذلك في اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 20 مارس/آذار 2024، لبحث انعدام الأمن الغذائي في السودان في إطار بند "حماية المدنيين في الصراعات المسلحة".
الناشطون هاجموا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #السودان، السودانيون_يستحقون_السلام، #جرائم_الدعم_السريع، #الامارات_تقتل_السودانيين، وغيرها، وسلطوا الضوء على تصريحات العطا، وصبوا غضبهم على مليشيا الدعم السريع ووثقوا جرائمها.
وأعربوا عن غضبهم من تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية وتفاقم الفقر وتفشي المجاعة بين السودانيين نتيجة الحرب، متداولين مقاطع فيديو وصورا توثق جرائم المليشيا وتبرهن على إجرامها وتثبت اعتمادها التدمير والسرقة والتخريب نهجا.
واستنكر ناشطون تجاهل المجتمع الدولي والتزامه الصمت المريب تجاه ما يحدث في السودان من حرب دمرت كامل البنية التحتية وشردت الشعب داخليا وخارجيا، مؤكدين أن المعاناة الإنسانية المتصاعدة التي يتعرض لها الشعب "لا يمكن تجاهلها".
سلاح الإشارة
وتحت عنوان "معارك سلاح الإشارة"، قال حساب باسم "قوات العمل الخاص"، إن "المليشيا تريد كسب أي معركة لرفع الروح المعنوية لأفرادها وتغطية الخسائر والهزائم المتتالية"، مشيرا إلى أنها "تهاجم لليوم الثالث على التوالي سلاح الإشارة بالخرطوم بحري وتفشل في اختراق الدفاعات الحصينة للميري".
وتابع: "يمكن القول إن وتيرة الاشتباكات العنيفة المستمرة بدأت تنخفض وأصبحت متقطعة بين الحين والآخر، الجدير بالذكر أن المليشيا قد حشدت معظم قواتها في منطقة بحري لسلاح الإشارة وجلبت القيادات البارزين لقيادة المعركة ورفع الروح المعنوية للقتال، ومن المتوقع هجوم عنيف للمليشيا".
وأوضح المغرد ياسر، أن "المليشيا تسعى لإسقاط سلاح الإشارة لثلاثة أسباب، وهي تخوف إستراتيجي من عبور الجيش من ناحية جسر الحلفايا ليكون جزءا من معركة بحري، وتخوف من تكرار نموذج الكماشة بتقدم الجيش من ناحية سلاح الأسلحة ومن ناحية سلاح الإشارة بالتزامن كما حصل في أم درمان، والقضاء على أي أمل".
وأكد الخبير في التعدين عبدالرحمن محمد عثمان، أن "سياسة الفزع التي تستخدمها المليشيا في هجومها على الإشارة قد تضعف دفاعاتها في الحلفاية"، قائلا إن الهجمات على الإشارة "لن تتوقف ما لم يعبر جيش كرري".
ورأى أن انسحاب الإشارة للقيادة (ضعيف)، وأن لحظة الهجوم على الإشارة أفضل فرصة لعبور جيش كرري وتقدم (سلاح الأسلحة).
وقالت رشان أوشي، إن "جولة رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول عثمان الحسين من القيادة العامة وحتى مقر سلاح الإشارة بحري، تؤكد أن ما يتحدث عنه الجنجويد (الدعم السريع) من تحقيق انتصارات ميدانية مجرد أوهام في مخيلة لم تستوعب بعد حجم الهزيمة".
ولفت أحد المغردين، إلى فشل محاولة يائسة أخرى للمليشيا في الهجوم على سلاح الإشارة، قائلا: "قواتكم تصدت لهم بقوة وتمكنت من توجيه ضربة قاسية لهم، محققة خسائر فادحة في صفوفهم وقتل عدد كبير منهم".
وأكد أن تلك الهزيمة القاسية أجبرت المليشيا المتبقية على الانسحاب والفرار من ساحة المعركة.
وأشار مكاوي المليك، إلى "فشل محاولة يائسة أخرى للمليشيات في الهجوم على سلاح الإشارة. قواتكم تصدت لهم بقوة وتمكنت من توجيه ضربة قاسية لهم، محققة خسائر فادحة في صفوفهم وقتل عدد كبير منهم"، مؤكدا أن "تلك الهزيمة القاسية أجبرت المليشيا المتبقية على الانسحاب والفرار من ساحة المعركة".
وقال إن "أبطال سلاح الإشارة الصمود والجسارة وغيرهم من الآلاف الأبطال في جميع جبهات القتال الذين يعملون خلف الكواليس ويقدمون تضحيات كبيرة ولا يهمهم الظهور في وسائل الإعلام إن همّهم الأول والأخير هو وطنهم وشعبهم يضحون بكل إخلاص وشجاعة لدحر المليشيا، يستحقون كل التقدير والاحترام".
الفقر والمجاعة
وتوثيقا لتفاقم المجاعة في السودان، عرض الإعلامي السوداني، يوسف النعمة، صورة للأواني مرصوصة على الأرض، قائلا: "أهلنا الكرام في صفوف انتظار عطاء أبنائهم من داخل وخارج السودان في المطابخ الجماعية بعد عودتها الجزئية، للحصول على وجبة رمضانية، في ظل واقع مرير سببه الحرب اللعينة العبثية، وشبح الجوع الذي يحدق بأهلنا".
ودعا: "اللهم لا ترفع للكيزان والجنجويد راية.. ولا تحقق لهم غاية.. واجعلهم للعالمين عبرة وآية".
وأشار الإعلامي فيصل القاسم، إلى أن "كارثة إنسانية كبرى تهدد السودان بعد انتشار المجاعة وعمليات الاغتصاب على نطاق واسع".
وأوضح سامي الزين، أن السودانيين بين أزمات المجاعة والنزوح من ناحية وتجار الحروب وتسليح الأزمات من ناحية أخرى، متسائلا: "الصراع في السودان إلى أين؟ وإلى متى؟ ومن خلف هذا الصراع الدموي..؟"
وعلق المغرد قندول، على توجيه وكالة الأمم المتحدة للهجرة نداء تذكر فيه بمعاناة الشعب السوداني وأن 17.7 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، و4.9 ملاببن شخص في مستويات الطوارئ، قائلا: "هذا ما قدمته الحرب للشعب السوداني".
وأضاف: "هنا تسقط شعارات الحرب والكلمات الرنانة أمثال حرب الكرامة وأنها من أجل المواطنين وأن الشعب يطالب باستكمال الحرب كما يكذب البلابسة علنا متناسين ما وصلت إليه أحوال المواطنين".
وأشار الناشط الاجتماعي والسياسي حاتم المدني، إلى أن "أكثر من 6.5 ملايين نزحوا في الداخل وحوالي مليونين لجأوا إلى الدول المجاورة حسب آخر تقرير لمنظمة الهجرة الدولية".
خذلان العالم
واستنكارا لخذلان العالم، لفت الصحفي السوداني كمال الشريف، إلى تحذير مسؤولة في الأمم المتحدة من أن شبح المجاعة يلوح بعد نحو عام من الحرب في السودان، وقولها إنه يواجه "واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة"، منددة بتقاعس المجتمع الدولي.
وأكدت علوية الدكتورة، أن الشعب السوداني يعاني بصمت في ظل تجاهل المجتمع الدولي "مجاعة تضرب السودان" عنوان يستحق الاهتمام العالمي، متسائلا: "لماذا يتجاهل العالم مأساة الشعب السوداني؟"
وكتبت سعاد كمال: "القلب ينزف لمأساة السودان، يحتاجون إلى مساعدات العالم، ليس من المعقول تجاهل قسوة الظروف التي يعيشها السكان في السودان".
جرائم "السريع"
وتوثيقا لجرائم الدعم السريع في مختلف أنحاء السودان، أكد الإعلامي أحمد البلال الطيب، أنه لم يسلم بيت بالعاصمة والمناطق التي دخلتها القوات المتمردة، من النهب والعبث والتخريب، عارضا فيديو من داخل منزل الراحل الإمام الصادق بالملازمين-أم درمان، بعد أن حرره الجيش، يظهر حجم الدمار الذي ألحقوه بالمنزل.
ونقل ياسر مصطفى، عن المبعوث الأميركي للسودان توم بيريلو، قوله إن "تقارير الدعم السريع التي تجبر الرجال والأطفال السودانيين على الانضمام إلى صفوفها من خلال الترهيب والتعذيب وحجب الغذاء والمساعدات، أمر مؤسف. يجب أن تتوقف الحرب، ويجب محاسبة المسؤولين عن الفظائع".
ونشر الناشط الحقوقي أباذار حسن، صورا من مستشفى أم درمان التعليمي بعد تحريره من احتلال مليشيا الدعم السريع، توثق الدمار والعبث والحرق الذي ألحقته بها، قائلا: "هكذا فعلت المليشيا بمعظم دور الخدمات وجعلتها ثكنات عسكرية ومقار اعتقالات تعسفية للمواطن ومن ثمَ يدعون أنهم يحاربون من أجل المواطن والديمقراطية والمدنية!".
أطماع الإمارات
وتنديدا بدور الإمارات التخريبي، أعاد حساب "أخبار العالم الإسلامي"، نشر تصريح ياسر العطا، التي قال فيها إن ابن زايد لديه أطماع في موارد السودان وسواحل البحر الأحمر، ولذلك قامت الإمارات بشراء الدعم السريع وبعض رؤساء دول الجوار لتنفيذ مخطط السيطرة على السودان، والإمارات خربت سوريا واليمن وليبيا وتحاول الآن تخريب جيبوتي والصومال!".
وأعاد عماد الحكيم، نشر مقطع الفيديو الذي ظهر فيها العطا مجددا هجومه على ابن زايد، قائلا: "الله يلعن ابن زايد وكل ولاد زايد وينجي السودان وأهلها من شرورهم".
وقال أحمد المهدي: "ما معقولة جيران ومسلمين يطبقوا فينا شغل مثل السعودية والإمارات يديران السودان وبكل خسة وخباثة بدعوى منبر جدة وحقن دماء السودانيين ".
وأضاف في تغريدة أخرى: "زمن الغتغة والدسديس انتهى طبعا الكلام دا ما قاعد يتقال علنا السودان أصبح لقمة سائغة بسبب ضعف الدولة وقلة الوعي الشعبي وخبث الطبقة السياسية وبفتح الباب لدول لها مآرب في السودان وأهم الطامعين في السودان على سبيل المثال لا الحصر السعودية والإمارات والصين".