خطة محور إيران لغزو الجولان.. للرد على الاحتلال أم للتغطية على فضيحة "حماة"؟

12

طباعة

مشاركة

جدل كبير أثير يومي 9 و12 سبتمبر/أيلول 2024، بعدما سربت مصادر سورية حكومية ومعارضة، أنباء لوسائل إعلام إسرائيلية وأخرى روسية عن عمليات عسكرية غير معتادة.

النبأ الأول، كان بشأن قيام إسرائيل بـ"غزو بري" لسوريا وتدمير مركز لصناعة صواريخ إيرانية في مدينة "مصياف" بريف حماة، وهو ما أكده "تلفزيون سوريا" التابع للمعارضة، ونقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية.

والثاني عن نقل عشرات الآلاف من المقاتلين اليمنيين (الحوثيين) إلى سوريا ولبنان، تمهيدا للقيام بعملية برية واسعة ضد الاحتلال، تتضمن قيام محور المقاومة بغزو الجولان بوصفها أضعف نقاط الخصم، وأرضا محتلة وفقا للقانون الدولي.

ورغم نفي مصادر سورية حكومية هذه الأنباء، أعلن جيش الاحتلال في 12 سبتمبر/ أيلول 2024، إنشاء وحدة جديدة في هضبة الجولان تحسبا لتوسع الحرب وتحقيق "استجابة فورية لمختلف التهديدات في المنطقة"، ما قد يؤكد صحتها.

طرح هذا عشرات الأسئلة حول حقيقة ما جرى؟ وهل قام الاحتلال بعملية إنزال جوي وغزو بري في سوريا بالفعل ودمر منشآت صاروخية إيرانية وقتل وأسر خبراء؟ أم أنها قصة مبالغ فيها؟

وهل فعلا تم نقل آلاف الحوثيين إلى سوريا لبدء "غزو الجولان"؟ أم أنها بروباغندا إيرانية للتغطية على قصة الإنزال الجوي الإسرائيلي؟

إنزال جوي!

يوم 9 سبتمبر 2024 ترددت أنباء عن هجوم وإنزال جوي إسرائيلي في منطقة "مصياف" في حماة السورية، استهدف قوات سورية وإيرانية ومنشأة لصنع الصواريخ الإيرانية، والاستيلاء على معدات إيرانية، وقتل وخطف خبراء وجنود.

وكالة الأنباء السورية الرسمية التابعة للنظام “سانا”، اعترفت بهجوم إسرائيلي واسع في سوريا شمل "عدة نقاط" في مصياف وريف حمص في سوريا.

ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري سوري قوله: "تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان، وأسقطت بعضها، وأدى العدوان إلى ارتقاء ثلاثة شهداء، وإصابة خمسة عشر آخرين بجروح، ووقوع خسائر مادية".

نقلت عن مدير المستشفى الوطني في "مصياف" فيصل حيدر تأكيده ارتفاع عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على مواقع عدة في محيط مصياف إلى 14 قتيلا و43 جريحا بينهم 6 بحالة خطرة، أي نحو 57 قتيلا وجريحا بقصف مصياف.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، ذكر أن القصف استهدف 5 مواقع في سوريا، “عبر 3 دفعات، لمواقع عسكرية لقوات النظام في ريف حماة الغربي، تتمركز ضمنها مليشيات إيرانية، وخبراء لتطوير الأسلحة وسُمع دوي 13 انفجارا”.

وأحصى المرصد السوري 64 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية"، منذ مطلع عام 2024، 47 منها جوية و17 برية، أسفرت عن إصابة، وتدمير نحو 138 هدفا تضم مستودعات للأسلحة ومقرات ومراكز وآليات".

وذكر أن تلك الضربات، قد تسببت "بمقتل 187 من العسكريين، وإصابة 110 بجراح متفاوتة.

والقتلى هم: 24 من الجنسية الإيرانية من الحرس الثوري، و38 من حزب الله اللبناني، و18 من الجنسية العراقية، و48 من مليشيات سورية تابعة لإيران، و17 من ميليشيات غير سورية موالية لإيران، و42 من قوات النظام".

لكن وسائل إعلام سورية معارضة قدمت رواية مختلفة، تؤكد أن القصف، الذي نال مركز البحوث العلمية ومنشآت معامل الدفاع في محيط مصياف، واكبه وقوع عملية إنزال جوي إسرائيلي.

وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة "نيويورك تايمز" 12 سبتمبر 2024 إن القوات نزلت بالحبال من طائرات الهليكوبتر وجمعت المواد من موقع الصواريخ.

وذكرت أن خبراء مستقلين ومسؤولين إسرائيليين ومسؤولين أميركيين وصفوا المنشأة التي جرت فيها الغارة بأنها مركز لأبحاث وتطوير الأسلحة يساعد إيران. 

نقلت عن "أندرو تابلر، المدير السابق لشؤون سوريا في مجلس الأمن القومي والباحث في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" قوله: "كان هذا الهجوم مذهلا وخارجا عن المألوف".

وقال تشارلز ليستر، أحد المساهمين في مركز أبحاث "معهد الشرق الأوسط"، نقلا عن أشخاص في سوريا وخارجها، إن الغارة الإسرائيلية كانت موجهة إلى مصنع داخل جبل يطور الصواريخ والقذائف. 

ووفقا له، فإن هذه المنشأة تسيطر عليها قوات الحرس الثوري الإيراني، وهي جزء من مجمع عسكري أكبر يديره نظام الأسد في سوريا.  

وقال "ليستر" في تحليل تفصيلي نشره موقع "سوريا ويكلى" في 12 سبتمبر إن الجولة الأولى من الغارات الجوية أدت إلى تدمير أربعة مواقع سورية في منطقة مصياف، بما في ذلك موقع للدفاع الجوي. 

وفي الجولة الثانية، تم قصف مبنى في مجمع متصل بأنفاق تحت الأرض، وفي الجولة الثالثة، عبرت المروحيات إلى الأراضي السورية وأنزلت عشرات الكوماندوز بالقرب من المخابئ.

ووفقا له، أثناء تقدمهم في المخابئ، هاجمت طائرات بدون طيار إسرائيلية قوات الجيش السوري التي تم استدعاؤها إلى المنطقة.

خبراء "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" (FDD)، وهي مؤسسة قريبة من الاحتلال الإسرائيلي، أكدوا في 12 سبتمبر أن الأهداف التي ضربتها إسرائيل تقع على مرمى حجر من الحدود السورية اللبنانية.

"وهو المكان المناسب تماما لتصنيع الأسلحة لتسليمها إلى حزب الله مع الحد الأدنى من التعرض للضربات الجوية الإسرائيلية".

"ديفيد أديسنيك"، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومدير الأبحاث، قال: "إذا كانت التقارير عن نجاح العملية دقيقة، فإن تدمير هذه المنشأة تحت الأرض يشكل مكملا أساسيا لحملة إسرائيل التي استمرت لسنوات عديدة لضرب قوافل الأسلحة الإيرانية التي تعبر سوريا في طريقها إلى حزب الله".

ووصف "ديفيد داود"، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، الغارة التي شنتها القوات الخاصة الإسرائيلية في سوريا، إذا تأكدت، بأنها "تغيير نادر في الموقف الإسرائيلي المعتاد في التعامل مع "حلقة النار" التي تحيطها بها إيران.

قال: "هذا قد يشير إلى تحول من جانب الإسرائيليين نحو عمل أكثر عدوانية لمواجهة المشاريع الإقليمية الإيرانية على حدودها".

رواية المعارضة

كان أول من نشر تفاصيل الهجوم والخسائر "تلفزيون سوريا" التابعة للمعارضة حيث أكد وقوع ضربة للاحتلال الإسرائيلي على مصياف شملت غارات جوية، وإنزال جوي وتدمير جميع سيارات الأمن، وقطع جميع الطرق المؤدية إلى مكان عملية الإنزال.

وأكد يوم 11 سبتمبر نقلا عن "مصادر خاصة" وقوع إنزال إسرائيلي واشتباكات وقتلي وأسرى خلال الضربة الإسرائيلية على مدينة مصياف غربي حماة.

وأوضح أن الضربة الإسرائيلية، استهدفت مركز أبحاث عسكريا رئيسا يُستخدم في إنتاج الأسلحة الكيميائية، ولم تقتصر على غارات جوية، بل تزامنت مع إنزال جوي واشتباكات عنيفة وأسر إيرانيين.

لكن وكالة "تسنیم" الإيرانية، نقلت عن مصادر، أن "أسر شخصيتين إيرانيتين خلال الهجوم الإسرائيلي على مصياف بسورية، ادعاء كاذب".

وقالت المصادر ذاتها: "لم يكن لنا قوات في الموقع المستهدف بمصياف ونكذب حدوث إصابات لدينا أو عملية أسر".

كما قالت السفارة الإيرانية في دمشق، إن "قصف مصياف في سوريا، لم يمس أي مستشار إيراني، وادعاءات الكيان الصهيوني أكاذيب".

وأوضح “تلفزيون سوريا”، أن مروحيات إسرائيلية حامت في سماء المنطقة المستهدفة، ولم تهبط على الأرض، وجرى الإنزال باستخدام الحبال، بالتزامن مع تدمير المسيرات الإسرائيلية لجميع سيارات أمن النظام، وقطع جميع الطرق المؤدية إلى مكان عملية الإنزال.

رجح أن يكون "النظام أو أطراف من قبله هي من سهلت عملية الضربة والإنزال الإسرائيلي بشكل كامل"، مؤكدة استهداف مركز اتصالات روسي على "جبل المشهد العالي" (قاسيون مصياف)، وأن الضربة أصابت خبير رادارات روسيا كان في المركز.

ونقل التلفزيون عن شاهد العيان الصحفي "ويليام العلي" قوله إن المواقع التي ضربتها إسرائيل مألوفة لسكان المنطقة، حيث استُهدفت عدة مرات في السابق، لكن الجديد في هذا الهجوم هو قوته ودقته العالية.

حيث تضمنت الضربات مركز الأبحاث في منطقة "الزاوية"، إضافة إلى استهداف مواقع قرب "وادي العيون" وهي مناطق جبلية معروفة بانتشار عسكري وأمني مكثف.

وكشف "العلي" في تطور آخر للأحداث، أن المروحيات الإسرائيلية دخلت المنطقة بعد الضربات الجوية، ونفذت عملية برية سريعة جرى فيها إطلاق نار بشكل عشوائي على الناجين من الضربة.

وأكدت مصادر لتلفزيون سوريا أن الجنود الإسرائيليين أسروا بين اثنين إلى أربعة ضباط إيرانيين، رغم أن العدد الدقيق ما يزال غير مؤكد، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بالضربة.

وأكد أن الغارات الإسرائيلية دمرت معدات متطورة حديثة، بما في ذلك رادارات صينية من طراز "JYL-1 وOSS"، ورادار "JYL-1" في منطقة جبل الأربعين بريف حماة.

كما دمرت محطة رادار أخرى من طراز"P-18"، ما أثر بشكل كبير على قدرة قوات النظام على كشف التسللات الجوية.

فيما نفي مصدر حكومي بالنظام السوري عملية الإنزال بمواقع سورية، وقال إن ما حدث في مصياف هو "عملية عسكرية معقدة" ولم تقرر الحكومة السورية بعد نشر تفاصيل العملية.

وأكد أن عملية الإنزال الجوي في مصياف، فشلت، ونفى وجود عملية اختطاف لسوريين أو إيرانيين، مؤكدا أنه "لو نجح العدو في تحقيق هدفه كما يدعي، لكنا رأينا أن نتنياهو سيعقد مؤتمرا صحفيا ويصنع بطلا بإنجازاته ومغامراته".

الرواية الإسرائيلية

صحيفة "يديعوت أحرنوت" أكدت أن القوات البرية الإسرائيلية اخترقت منشأة لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا، تقع على بعد 6 كم جنوب غرب مصياف، واستمرت المداهمة حوالي ساعة، وأخذت القوات الإسرائيلية وثائق ومعدات مهمة".

قالت في تقرير نشرته يوم 14 سبتمبر أن "هذه عملية غير عادية من جانب قوات الكوماندوز الإسرائيلية، بالنظر إلى نطاق الهجوم والجنود الإسرائيليين على الأرض في سوريا بالإضافة إلى الغارات الجوية".

وأكدت الرواية التي قدمها الصحفي الإسرائيلي"باراك ريفيد" في تقاريره لصحيفتي "واللاه" و"أكسيوس" يوم 12 سبتمبر أن "وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي قامت بغارة غير عادية للغاية في سوريا".

وصف العملية التي جرت في 9 سبتمبر، بانها "أول عملية برية يقوم بها الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سوريا"، و"تم إطلاع إدارة جو بايدن مسبقا على العملية الحساسة وأن الولايات المتحدة لم تعارضها".

نقل عن ثلاثة مصادر مطلعة على العملية لموقع أكسيوس أن "وحدة النخبة العليا في الجيش الإسرائيلي ساييرت ماتكال شنت غارة ودمرت المنشأة".

وزعم أن العملية "دمرت مصنعا للصواريخ الدقيقة تحت الأرض تدعي إسرائيل والولايات المتحدة أن إيران بنته، وفقا لثلاثة مصادر مطلعة على العملية".

أكد أن "تدمير المصنع، تم عبر متفجرات جلبتها معها القوة الخاصة الإسرائيلية لتفجير المنشأة تحت الأرض، وما بها من آليات متطورة، يمثل ضربة كبيرة لجهود إيران وحزب الله لإنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى على أراضي سوريا".

وأكد الصحفي الإسرائيلي إن "الحكومة الإسرائيلية التزمت الصمت بشكل غير عادي حيال ذلك ولم تعلن مسؤوليتها من أجل عدم إثارة انتقام من قبل سوريا أو إيران أو حزب الله".

وقال مصدران لموقع أكسيوس إن الإيرانيين بدأوا في بناء المنشأة تحت الأرض بالتنسيق مع حزب الله وسوريا في عام 2018 بعد أن دمرت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية معظم البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا.

وقالت المصادر إن "القوات الإسرائيلية فاجأت الحراس السوريين في المنشأة وقتلت العديد منهم لكن لم يُصب أي إيراني، أو من مقاتلي حزب الله".

ووفقا للمصادر، قرر الإيرانيون بناء مصنع تحت الأرض في عمق جبل في مصياف لأنه سيكون غير قابل للاختراق أمام الغارات الجوية الإسرائيلية.

واكتشفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عملية البناء وراقبتها لأكثر من خمس سنوات وقال أحد المصادر إن الإسرائيليين أدركوا أنهم لن يتمكنوا من تدمير المنشأة بضربة جوية وسيحتاجون إلى عملية برية، وهو ما حدث.

غزو الجولان

على الجهة الأخرى، نشرت قناة i24NEWS العبرية يوم 12 سبتمبر أنباء عن وصول مقاتلين حوثيين من اليمن الى سوريا "لفتح جبهة جديدة في الجولان وشن أعنف هجوم بالطائرات المسيرة على إسرائيل"".

نشرت محادثة خاصة مع من قالت إنه "مسؤول سوري" يحذر فيها إسرائيل من أن "الحوثيين يستعدون لمهاجمة إسرائيل من سوريا وتوجد أنفاق تهريب بين سوريا والأردن أقامتها إيران" لنقل السلاح للضفة الغربية.

قال إنه "في الأيام الأخيرة وصل حوثيون من العراق إلى جنوب سوريا لفتح جبهة إطلاق نار جديدة باستخدام مسيرات ضد إسرائيل حيث سيتمركزون في هضبة الجولان القريبة من الحدود الإسرائيلية".

وبعد يومين، أكدت وكالة "سبوتنيك" الروسية، نقلا عن مصدر مطلع، أن جماعة الحوثي تنقل مقاتلين من قواتها، إلى سوريا، على مجموعات صغيرة، استعدادا لمرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل.

المصدر زعم أن القوة الحوثية تم نقلها لسوريا بهدف التصعيد ضد إسرائيل، بعدما استهدف الاحتلال موقعًا في مصياف بريف حماة، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه مبنى يتبع لقوات حرس ثوري إيرانية.

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي يوم 12 سبتمبر، إنشاء وحدة جديدة في الجولان المحتل، بهدف تحقيق "استجابة فورية لمختلف التهديدات في المنطقة".

بيان جيش الاحتلال أكد أن الوحدة مكونة من مقاتلين ذوي مهارات عالية وتخصص في تضاريس المنطقة التي يعملون فيها، وهي تتبع للواء الجولان (اللواء 474)".

وتبعد الجولان نحو 60 كيلومتراً عن العاصمة دمشق، وتطل على الجليل وبحيرة طبرية وتحد الأردن ولبنان وتضم واحدة من أكثر الأراضي خصوبة في العالم.

واحتلت إسرائيل هضبة الجولان عام 1967 مما اضطر الكثير من أهالي المنطقة إلى النزوح، على مرحلتين.

وكالة "سبوتنيك" لم تكتف بهذا بل نشرت أن إيران تسيطر على المعابر بين سوريا والأردن وتنقل أسلحة – عبر أنفاق- إلى الأردن ومنها للضفة الغربية.

والمفارقة أنه بعدما نشرت وكالة "سبوتنيك" يوم 12 سبتمبر خبر توافد حوثيين على سوريا، وتهريب أسلحة ايرانية للأردن، عادت وحذفت الخبر ونشرت بدلا منه نفيا رسميا سوريا.

أكدت في 14 سبتمبر، نقلا عن "مصدر في الأمن العام السوري" في معبر "نصيب" (جابر) الحدودي بين سوريا والمملكة الأردنية، في ريف درعا الجنوبي، أن الأخبار المتداولة عن دخول مقاتلين حوثيين عارية من الصحة جملة وتفصيلا.

ووصف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه وصفته الرسمية، في حديث لمراسلة "سبوتنيك" في درعا، المعلومات المتداولة في هذا الشأن بـ "غير المنطقية" أساسا".

قال: "إن تداول مثل هذه الأخبار بهذه الطريقة يعد أمرا غريبا وغير معتاد، وخاصة حين نتحدث عن تنقل جموع بشرية مثيرة للشبهة عبر معبر دولي".

خلاف أم تواطؤ؟

ما جرى في "مصياف" ومفارقة تأكيد نظام بشار الأسد له، مع نفي الإنزال الجوي الإسرائيلي وخطف خبراء صواريخ إيرانيين.

وكذا تأكيد "مصادر سورية رسمية" لموقع i24NEWS الإسرائيلي أن دمشق كشفت لتل أبيب رسميا عن عمليات تهريب أسلحة إيرانية للضفة عبر الأردن أثار تساؤلات.

هل هناك خلاف سوري إيراني؟ أم تواطؤ سوري مع الاحتلال ضد إيران ضمن معادلة حماية الاحتلال لنظام بشار الأسد؟

وهل ما جري في سوريا من اختراق اسرائيلي وإنزال جوي وقتل وأسر خبراء صواريخ إيرانيين يتردد أنهم 4، بخلاف 16 قتيلا و36 مصابا، سوريا وإيرانيا، هو عجز واختراق لنظام بشار الأسد عن صد الاحتلال، أم تواطؤ منه؟

هل هو مجرد عجز من النظام السوري ومعه الإيراني والروسي وميليشيات مدججة؟ كما يقول السياسي السوري بالمعارضة أحمد رمضان.

أم هو تواطؤ واختراق على مستوى عال لمنح إسرائيل صورة إنجاز عجزت عن تحقيقه في غزة في منطقة محاطة بشبكة رادارات روسية S300 ومعسكرات للحرس الثوري الإيراني، وقوات النظام؟

وهل ما تم تسريبه من أنباء عن وصول قوات حوثية واحتمالات غزو من محور إيران لإسرائيل انطلاقا من منطقة الجولان المحتلة صحيح أم مجرد بروباغندا إيرانية سورية للتغطية على فشلهم في صد الغزو الإسرائيلي وقتل وأسر جنودهم؟

هل الحديث المسرب للمسؤول السوري لموقع القناة الإسرائيلية "أي 24 نيوز"، عن كشف دمشق لإسرائيل طرق تهريب سلاح إيراني للضفة عبر أنفاق بين سوريا والأردن، يعني أن نظام الرئيس بشار الأسد، عميل لإسرائيل؟

حيث أبلغ اسرائيل، وفق المسئول السوري للقناة الإسرائيلي، بتفاصيل الاستعدادات الإيرانية وتهريب السلاح للضفة الغربية، ما يعني إنه غير موافق على مخطط طهران لفتح جبهة سورية مقابل إسرائيل في الجولان المحتل.

"ربما لأن من شأن ذلك أن يشكل خطرا على استقرار نظامه، الذي مازال حتى الآن يحظى بتوافق دولي إقليمي هش لبقائه"، وفق خبراء سياسيين.